ميخ الكردية !!
أعجبنا للغاية
مجموعة مقالات الكاتب العراقي الأستاذ جاسم المطير و المعنونة باسم " مسامير "و التي
بلغت حتى نشر هذا المقال أكثر من 800 مقال، و كنا نأمل أن تتحول هذه المسامير إلى
خوازيق قريبا تنال البعث و أعوانه ، و من ناحيتنا حاولنا تقديم هذه المسامير
الكردية ، و لكن وقفنا أمام حقوق الملكية الفكرية...... لا نريد السطو على مسامير الأستاذ المطير ، لذا نقدم " ميخ " و هي كلمة كردية تعني مسمار أو مسامير .
ميخ نشرت قبل 9 نيسان 2003 بعدة مواقع اليكترونية عراقية- على شبكة
الانترنت، منها موقع صوت العراق و موقع البرلمان العراقي و النهرين و الأرشيف الفيلي
و صفحات عراقية و البيت العراقي،و التي
نجم عنها تحرير الشعب العراقي من طاغية العصر صدام حسين و في الآن ذاته وقع العراق
تحت الاحتلال الأمريكي،و اضطربت الأوضاع الأمنية بالبلاد كما يرى الجميع على شاشات
التلفاز مشاهد الذبح و التفجير اليومية التي تطال المدنين و الأبرياء .
نشر ميخ تحت
اسم أبو دارا* ( ابو دانا او طالب مراد)كنت انذاك مستشار اقليميا للامم المتحده في مكتب
الفاو القاهره
--------------------------------------------------
كردي فيلي رئيسا لحكومة بغداد المقبلة
ميخ -
8 - صوت العراق: تموز 2001
لازالت ترن في أذني الكلمة الشهيرة
للعقيد فاضل المهداوي رئيس محكمة الشعب عندما قال في معرض رده على أحد الشهود
الراغبين في السخرية منه " يالله يالله ...... احنه مو بلوش" ......
وقتها لم أكن أعلم الكثير أو القليل عن كلمة البلوش هذه ، و لكن في اليوم الثاني و
عندما تقدم المهداوي باعتذار مطول عما قال ،
عرفت من هم البلوش.
كان مثل هذا الاعتذار قمة النقد الذاتي
من رجل ملتزم ، الآن أتساءل مَن من
الحكومة العراقية أو بعض المتمسحين في أعتاب المعارضة العراقية لديه نفس هذه
الأخلاق و بوسعه أن يعتذر إن تجاسر و أخطأ يوما ما في حق أي قومية من قوميات
العراق أو أي من رموزه الوطنية ؟، من لديه الجرأة أن يراجع نفسه و يعتذر إن قلل من
شأن أو حق إحدى القوميات، من لديه نفس أخلاقيات
المرحوم المهداوي ليفعل مثلما فعل .
ما حداني إلى هذا التفكير هو التحول
الكبير الذي يشهده العالم صوب مزيد من الاعتراف بحق جميع القوميات و الأعراق و
الأديان في الحياة المتساوية و التمتع بكافة حقوقها مهما تضاءل عددها ، يكفل لهذا
الاتجاه الاستمرار موجة من الانفتاح السياسي و التدفق المعلوماتي و هشاشة الحدود
المتآكلة بين البشر يوما بعد آخر ، لكن يبدو أن العراق وحده خارج المشهد العالمي ،
فلازال هناك من العراقيين من
لا يتورع عن سب أصحاب قومية أو دين إن لم يكن بالتصريح فبالتلميح ، هؤلاء يسيرون
عكس اتجاه التاريخ و يذكروني في توجههم هذا بالمثل العراقي الدارج الذي يقول
" مثل بول البعير لوره يرجع " .
نعود إلى البلوش و أقول أن لظروف عملي
أتيحت لي الفرصة تلو الأخرى للوجود عن قرب من هذا الشعب و زرت عاصمة إقليمهم "قويته
"، ووجدتهم من أطيب الشعوب ، و هم من أصول آرية آي ذوى قرابة مع الفرس و
الكرد، و منذ أسبوعين تناقلت الأنباء خبر تعيين الرئيس الباكستاني برويز مشرف
بلوشياً في منصب رئيس وزراء البلاد ليحكم 130 مليون شخص يتكلمون بأكثر من سبعة لغات ، و حسب
الإحصائيات الرسمية للباكستان فان البلوش لا تتعدى نسبتهم ال5% من التعداد العام
للبلاد – و العهدة على الحكومة الباكستانية في هذه الإحصائيات .
و هنا تعالوا نتخيل مثل هذا الأمر في
العراق ، ماذا لو وصل إلى سدة الحكم آشوري أو كلداني ، أو صابئي ، طبعا ستكون هذه
هي نهاية العالم لأشخاص من عينة الأخ (......) و أمثاله من العنصريين ، و سيملأون
الدنيا صراخا و عويلا بعد أن يقلبونها رأساً على عقب ، و السبب هو أن أحد أبناء الأقليات
العددية وصل إلى منصب أعلى في الحكومة ، و هو ما لا يرونه أبدا من حقوق الأقليات ،
لأن فهمهم للمساواة و الحرية قاصر للغاية و لا يتعدى حق الأغلبية في الحكم و
انصياع الأقلية لها و الرضا بما يلقى لها من فتات و أن تحمد الله على هذا و يكفى أنه لا ينكل بها أو تتعرض للجينو سايد أو الأنفال .
و لو أن الزمان عاد بنا في العراق عقوداً خمسة أو أكثر مضت و حدث هذا التصور
فربما غدا مقبولا ، أو على الأقل لم يكن ليلاقى ما من الممكن أن يلاقيه الآن من
معارضة متعسفة ، فالذي حدث بالعراق في العقود الأخيرة هو مزيد التسلط الشوفيني ، و بينما العالم ماضٍ نحو مزيد من إهمال الانتماء القومي كمعيار لتولى
منصب رفيع أو حكومي فإن العكس تماماً هو السائد لدى العراقيين حتى في أوساط بعض
المعارضين منهم ، تراهم يخشون وصول هذا أو
ذاك لمنصب عال لمجرد انتمائه لقومية أو أقلية بعينها ، حتى كانوا من المدافعين بالكلمات الآن عن حقوق هذه
القوميات .
أتساءل لو نظرنا إلى الأكراد الفيلية
باعتبارهم أكراد و شيعية في الآن ذاته ، ألا يمثلون بذلك أغلبية ضمن الشعب العراقي
وفقاً لمعايير الأستاذ ( ... ) " أبو
الأرقام - عادل شعلان زمانه " ؟؟ الذي لم يترك قومية
أو مذهب أو شخصية بالعراق إلا و نالها بقلمه و لسانه السليط عبر صفحات الجرائد و المواقع العراقية ؟ فهل يشفع ذلك لأحدهم للوصول إلى الحكم ؟
إن تشدق البعض بحقوق الأقليات الآن في
العراق لن يصمد طويلاً أمام
الاختبار العملي طالما حصروا هذه الحقوق في مجال ضيق من "حق الحياة و البقاء" ، و هي الحقوق المكفولة عالمياً و دون نقاش للحيوانات و النباتات حفاظا على التنوع البيئي
، بينما المفترض أن حقوق البشر تتعدى ذلك إلى الحقوق المدنية و السياسية بكافة
أشكالها ، و لكن أن الأمر سيأخذ وقتاً أطول لتطبيقه و توسيع نطاقه على بنى الإنسان
و في العراق تحديداً .
أبو دارا
صوت العراق
No comments:
Post a Comment