اثناء زيارتى الاخيرة للقاهرة عقب 30 يونيه
و خلال حديثى المعتاد مع سائقى التاكسى لاحظت مدى الكره الشديد و النفور الذى يكنه
الشارع المصرى للاخوان المسلمين بعد سقوطهم و فشلهم فى الحكم و السياسة.
ركبت مع سائق تاكسى من مطار القاهرة الى
منزلى بالمعادى اخبرنى كم هو سعيد و فخور بما فعله السيسى بناء على رغبة الشعب و
نزوله الى الميادين فى سابقة لم تحدث من قبل ان يجتمع كل هؤلاء البشر يوم 30 يونيه
و اخبرنى مازحا انه كان ينزل يوميا من يوم 30 حتى 3 يوليو ليكفر عن ذنبه فى انه اختار
مرسى رئيسا و كان يتوسم فيه خيرا.
سائق اخر ركبت معه لياخذني الى ميدان
الجيزه حيث ان الباعه يحتلون ثلثي الشارع وثلث فقط لحركة المرور قال متأثرا (
الاخوان كرهوا الناس فى اصحاب اللحى كل ملتحى او منتقبة يتم الاعتداء عليهم لفظيا
مثل خربتوا البلد انتوا عاوزينها افغانستان) و هكذا الناس البسطاء اصبحوا يفهمون
فى السياسة اكثر من النخب السياسية يقدرون ان يميزوا بين من يخدعهم و من يكون صادق
معهم (الاخوان يا بيه خلونا نحن لنظام مبارك على الاقل كان سارقنا هو و رجالته بس
قادرين يحمونا داخليا و خارجيا).
سائق اخر كان يشغل القرآن الكريم و تبدو
على جبته علامة الصلاة واضحة سألته هل انت من مؤيدى مرسى ؟ رد بسرعة لا لا لا و
كأنه ينفى عن نفسه تهمة و قال حرام يا استاذ هو اى حد بيصلى يبقى تبعهم دول ناس
بيتظاهروا بالاسلام كانوا عايزين يقسموا الدولة و يبعوها مصر كبيرة اوى عليهم مصر
خسارة فيهم مرسى كان فاشلا هو و جماعته و املنا كبير فى القادم و اخبرنى انه كان
عنده لحية لكنه حلقها لان حتى الاطفال كانوا يقولون له ساخرين يا اخوانى و كأن
كلمة اخوانى اصبحت من الشتائم فى مصر و قال السائق الناس اللى فى رابعة كدابين و
غشاشين وواخدين البسطاء دروع بشرية يحتموا فيهم و قال بالحرف ( دول بيحلموا ان
مرسى يرجع تانى عليا الطلاق لو مرسى رجع دا انا اولع فيهم كلهم دا احنا مصدقنا
مشى).
سائق كان اكثر مرحا قال بسخرية ( الاطفال
فى الشارع الان بيقسموا انفسهم و بيلعبوا ثوار و شرطة و اخوان بس المضحك ان هؤلاء الاطفال
يتشاجرون على توزيع الادوار و كلهم يرفضون ان يكون فريقهم اخوان و من يأتى عليه
الدور ليلعب اخوان يناله حظا كبيرا من الشتائم و الضرب لدرجة الاندماج و يتحول
اللعب الى مشاجرة ) و اكمل السائق يا استاذ الاخوان دول تجار دين ,الشعب المصرى
للاسف مصدق مرسى مشى و رجع بيته الشعب انشغل برمضان و الصيام و التلفاز و التحضير
للعيد و الاخوان استفردوا بالشارع بياخدوا الاطفال الايتام من دور الايتام و
يلبسونهم ملابس مكتوب عليها مشروع شهيد و المجتمع الدولى يصدق تجارتهم رخيصة بس
لها سوق فى اوربا و امريكا. لازم الشعب ينزل تانى الميادين لازم العالم يشوف حجم
الشعب الكاره للاخوان و مرسى. يا استاذ دول كفروا نص الشعب كل حاجة غليت فى
عهد الاخوان حتى السلع الغذائية البسيطة دول خلونا نقول و لا يوم من ايامك يا
مبارك و عايزين مرسى يرجع تانى دا انا اروح افجر نفسى و لا مرسى يرجع . و انهى
السائق حديثه بالدعاء على الاخوان و على اليوم النحس الذى حكموا فيه مصر.
ان كلام سائق التاكسي حول
لعب الاطفال في الشوارع ورفضهم لعب دور الاخوان . ذكرني بما كان العراقيين "و
مازالوا" يحيون ذكرى معركة كربلاء في العاشر من عاشوراء من كل عام ,كنا ننتظر
العام بأكمله لمشاهدة تمثيل الواقعة " التشابيه" ولنرى ما حصل لاحفاد
الرسول على يد جيش يزيد ابن معاوية. كانت توجد خيول و مبارزات بالسيوف وملابس
تاريخية.
معركة كربلاء وتسمى أيضاً واقعة الطف هي
ملحمة وقعت على ثلاثة أيام وختمت في 10 محرم سنة 61 للهجرة و الذي يوافق 12 أكتوبر
680م، وكانت بين الحسين بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) و معه أهل بيته وأصحابه،
وجيش تابع ليزيد بن معاوية. قام المجرم شمر بن
ذي الجوشن بفصل رأس الحسين عن جسده.
و بالضبط
مثلما فعل اطفال القاهرة, من كان يأتي عليه الدور ليلعب دور شمر في "التشابيه"
كان يناله حظا كبيرا من الشتائم والبصاق و الضرب لدرجة الاندماج و يتحول "التشابيه"
الى مشاجرة. لا اعرف لماذا كانوا يختارون اعورا ليمثل دور شمر بن ذي الجوشن.
No comments:
Post a Comment