بعد فترة نقاهة ومراجعات كثيرة مع مستشفى الراهبات في مقاطعتنا
في ويلز- بريطانيا وبعد ان حصلت على موافقة على سفري من طبيبي الخاص وصديقي الشخصي
(رغم انه لم يقتنع كليا بما قررت انا العمل به) وللمرة الرابعة اتصلت بالخطوط
المصرية في لندن لاعادة حجزي من لندن الى اربيل عن طريق القاهرة . توكلنا على الله
ووصلنا الى القاهرة قبل ثلاثة ايام واخذت تاكسى من مطار القاهرة لشقتي المتواضعة في المعادي خلال رحلة دامت
حوالي الساعه نظرا للازدحام الغير الاعتيادي علما باننى لم ارى شرطة المرورفى هذا
الطريق - رغم تأكيد المصريين على عودتها -
والحمد لله فلو كانوا متواجد ين لكانت رحلتي من المطار الى البيت تأخذ ضعف
الوقت الذي استغرقته.
خلال يومان استقليت عده تاكسيات
وعرفت عن وضع مصر اكثر بكثير من بعض السياسين الجدد في البلاد. وها انا أجلس في كافييه
"سلنترو" احاول ان ألملم افكاري واجمع شتات ما سمعته من اصحاب التاكسيات
لاكتب حلقة جديدة لمقالات التاكسي . أستعددت للكتابة و احضرت ذهنى و فتحت النت
ففوجئت برسالة جميلة من صديق عزيز بعث لي
مقالة لكاتب عراقي يتكلم عن تجربته في تاكسي في بغداد. و بعد اطلاعي على محتوى
الرسالة توقفت عما كنت انوي كتابته عن تاكسيات القاهرة و قررت نشر ما وصلني عن تاكسيات بغداد عملا بالاقربون اولى بالمعروف.
طالب مراد
القاهره- 5.10.2012
اللعب
بالاعضاء الجنسية بين الزوجين حرام
بقلم:
نوري جاسم المياحي
نظرا
للتقدم بالعمر وتردي الحالة الصحية ...فانا افضل البقاء في البيت نائما انطلاقا من
الحكمة القائلة ( الما بيه خير نومه اخير ) ولكثرة ما يتردد واسمعه عن مأسي الحياة
اليومية في بغداد هذه الايام وصعوباتها كما يرويها لي ابنائي وبناتي عند عودتهم
عصرا من الدوام الرسمي ... لانني عاطفي شوية زيادة عن اللزوم ولا اتحمل الالم وانا
اشاهد الناس تتألم ..
بالامس
دعوت لحضور ندوة حوارية ثقافية ادبية حول موضوع ( لعب الازواج بالاعضاء الجنسية
حلال او حرام ؟؟؟) فوجدت ان الموضوع شيق ومثير للاهتمام ...وان كل مشاكل مجتمعنا
السياسية والالقتصادية والدينية والطائفية ستحل اذا توصلنا الى نتائج حاسمة في هذا
الحدث الجلل ...فخالفت نظرية ( النوم ) وقررت ترك البيت وحضور الندوة ...
فخرجت
ماشيا متثاقلا الى الشارع واشرت لاحدى سيارات التاكسي بالوقوف ...واذا برتل من
سيارات التاكسي تتوقف واحدة بعد الاخرى ...وبعد الحوار والمساومة حول اجرة النقل
الى مكان الاجتماع ...لم اتمكن من الاتفاق على الاجرة الا مع خامس سائق لنقلي من
ابو غريب الى الكرادة ...وعلى سعر يبلغ 25000 دينار ...بعد ان كان الجميع يطلب
50000ينار بحجة انه سيقضي اليوم بكامله في الطريق وانه لن يحصل على (كروة ) ثانية
..ومبررا ان نصف الاجرة ستذهب للبنزين واستهلا ك السيارة ...فرضخت اخيرا لانني
معجب بموضوع الندوة بالرغم من ان الاجرة ستقضي وستأكل على اكثر من ضعف بمرة ونصف
من راتبي التقاعدي لذلك اليوم ..
وبما
ان الوقت في العراق يتوقف ولايتحرك في نقاط التفتيش فكنا انا والسائق نتبادل
الحديث ولاسيما وان السائق ليس شابا واقدر عمره ما بين 50—60 سنة واثار البؤس
والشقاء مرسومة في تجاعيد وجهه ومليئة بالقسوة والمرارة ..وشحون الحياة عبر العمر
كله ...من حرب الشمال وحرب ايران واحتلال الكويت والاحتلال الامريكي واخرها احتلال
دول الجوار ..كلها هم وحزن وشحططة وكليب مجروح ...
وهنا
انفتح السائق وبشكل قع ونزل حدرة ... سابا شاتما الاوضاع السائدة في البلد ...فلم
يبقي احدا من القادة والساسة والنواب وبدون استثناء الا ولعن سلفة سلفاه ...وانا
احاول تخفيف الام المسكين ...وانينه واكرر عليه كلما طال توقفنا في نقاط التفتيش ...
اخي
يقول علمائنا الاجلاء والعظام ( اذا طال عليك الانتظار فعليك بكثرة الاستغفار)...
وهنا انفجر غاضبا ...( ما تسكت حجي ...مو شكيت بطني ...يا استغفار يا بطيخ ؟؟؟ هم
ذوله يفيد وياهم استغفار ؟؟؟ ذوله ما صدكوا يستلمون الحكم ...الا وكبروا العمامة
البيضاء والسوداء ..واطالو اللحي وقصروا الشارب وكبروا حبات السبح وزادوا من عدد
المحابس والوانها... والبعض منهم قصر الدشداشة...هذه هي مستلزمات العبادة عند
الاكثرية منهم ... اما معاناة الفقيرفنسيا منسيا ...
وللامانه
الموضوعية ان السائق افحمني بحجته ...وكانه لم يكن انسانا عراقيا بسيطا خرجته
جامعة الحياة والفقر والظلم والحاجة ولكنه كان خريج جامعة السوربون في باريس
..وعندما وصلنا احد الجسور كانت الالاف السيارات متوقفة ويلاحظ الملل والتأفف
والتمرد والاحتجاج على وجوه السواق والركاب من طول الانتظار...والكل تهز رؤوسها
واياديها تعبيرا عن النقمة الصامته ...
وهنا
انفجر السائق متسا ئلا ( يأ حجي بربك هو احنا المواطنين ؟؟ جا نفجر السيارات ؟؟
ونهرب السجناء المحكومين بالاعدام ؟؟ونستخدم الكاتمات ؟؟؟ لو السبب الحقيقي هو
الفساد والرشوة ومنهم بيهم ؟؟) ... كلما تطك طاسة بالحب ...تشوفهم يكثرون نقاط
التفتيش ويمرمرون المواطن المسكين ...المسؤول هو فاشل ومو شغلته و لو يرتشي
...والمواطن يتعاقب بدلا عنه... وها ما تصير غير بس بالعراق ...وحتى الله مايرضه
عليهم ...ونزل حدرة سب وشتيمة ..
وهنا
سألته ...لماذا انتم ساكتون ؟؟؟لماذا لاتحتجون ؟؟ اطلعوا مظاهرات ... وهنا اجابني
...حجي لاتسوي روحك غشيم ...كلنا اصحاب عوائل ونريد نعيش ..هسه يعتقلونا ويموتنا
...لو يقتلونا بحجة احنا ارهابيين ...خليهه مغطاية ...ما يخلصنا منهم الا رب
العالمين وحده ...لو يموتنا ألنه ... لويموتهم الهم ... لو تجي امريكا تخلصنا منهم
مثل ما جابتهم ...
وهنا
قلت له ...يرحم امك وابوك ما تدوس على هورن سيارتك ؟؟؟...ولم يكذب الرجل الخبر
...فتعالى صوت الهورن ملعلعا منتفظا صارخا ... وعندها سألني ما الغاية من الهورن
؟؟؟اخبرته ... لو كان كل اصحاب السيارات والتي تتجاوز الالاف من اطلاق الابواق
(الهورنات في ان واحد ) لوصل الضجيج الى عنان السماء فينزل الرعب والخوف في قلبهم
مما يضطر المسؤول عن نقاط التفتيش الى فتح المرور ...وانتظرنا عسى ان يشاركنا احدا
بالضغط على هورن سيارته ...ولكن لا أحد تجاوب معنا ...بل بالعكس شاهدنا سائق
السيارة التي امامنا نزل من سيارته وتوجه الى السائق وهو يصرخ عليه ويريد يتعارك
معه ويصيح ( شخبصتنه انت ؟؟ تريدني اطير على السيارات ؟؟ ) وبعد ان افهمناه
بالموضوع ...عاد الى سيارته وداس على الهورن (بحركة قلب ) منفسا عن عصبيته وغضبه
..وهنا ايدني السائق ...والله خوش فكرة
واستطرد
قائلا ...لو كل السواق يطبقون هذه الطريقة ...لافزعوا وخوفوا حتى سكان المنطقة
الخضراء نفسهم وبما فيهم السفارة الامريكية والبريطانية وكل الحبربشية ... ولكن
للاسف شعبنا جاهل وتعبان وجبان ...والساسة والمسؤولين اغبياء وفاشلين وما يعرفون
شلون يتعاملون ويه الوضع وثق يا حجي سياتي يوم ياكلوها غسل ولبس ...
وعندما
وصلت مكان الندوة وجدت الحوار قد شارف على الانتهاء فسألت الجالس الى جواري ...الى
ما توصلتم في الندوة ؟؟؟ اجابني متبرما وغير راضي عن النتيجة ...اللعب بالاعضاء
الجنسية بين الزوجين (حرام ثم حرام ثم حرام ) ...
اللهم احفظ العراق واهله
اينما حلوا او ارتحلوا ...
No comments:
Post a Comment