التجمع العربي لنصرة
القضية الكردية
بيان
تصريحات
ياسين مجيد تثير العداء
والكراهية ضد الشعب الكردي
دأب عدد من أعضاء قائمة دولة القانون والبعض
الآخر منذ فترة غير قصيرة على إعطاء تصريحات نارية مناهضة لإقليم كردستان والسيد
رئيس الإقليم مسعود البارزاني وسياسة حكومة الإقليم متهمين الإقليم بوجود علاقات
له مع إسرائيل بما في ذلك التزويد بالسلاح مرة , وبوجود رغبة لدى الإقليم في
الانفصال عن الدولة العراقية مرة أخرى , وأخيراً اعتبر النائب عن دولة القانون
ياسين مجيد أن رئيس الإقليم يشكل "خطراً حقيقياً على العراق" وأنه يسعى
ليجعل الإقليم أقوى من بغداد!
إن مثل هذه التصريحات الأكثر استفزازية
وعدوانية التي أطلقها ياسين مجيد لا يمكن بأي حال أخذها بمعزل عن عدة مؤشرات خطرة
تجري اليوم على الساحة السياسية العراقية نشير إليها فيما يلي:
1. تفاقم السياسات الفردية
لرئيس الحكومة واستحواذ حزب الدعوة الإسلامية على الكثير من المراكز والمواقع
المهمة في الدولة العراقية , سواء أكان في القوات المسلحة بمختلف أصنافها , أم في
الأجهزة الإدارية , إضافة إلى سعيه للسيطرة الكاملة على الهيئات المستقلة كالبنك
المركزي , كما حصل أخيراً بإقالة محافظ البنك المركزي المستقل والخبير المالي المتميز
, وتعيين من يأتمر بأوامر رئيس الحكومة , والمفوضية المستقلة للانتخابات.
2. تراجع مقلق جداً في
الحرية الفردية والحريات العامة والحياة الديمقراطية التي تجد تعبيرها في الموقف
من منظمات المجتمع المدني والهجوم العسكري الأمني الشرس ضدها , مقترنة بزيادة
أفقية وعمودية في دور قوى الإسلام السياسية وتأثيرها ونفوذها في الحياة اليومية
للمجتمع والفرد العراقي.
3. التوجه صوب المزيد من
التسلح والتوقيع على عقود بمليارات الدولارات الأمريكية لا لمواجهة العدو الخارجي
, إذ لا طاقة للعراق بذلك , بل يتضمن التهيئة الطويلة الأمد نسبياً لمواجهة
الفيدرالية الكردستانية وإثارة مخاوف مشروعة لدى شعبها المناضل من أجل توطيد السلم
الأهلي. إن صرف المليارات للتسلح لن تنفع العراق في الدفاع ضد عدو خارجي , بل هي
بالأساس غير موجهة ضد الإرهابيين الذين عجز المالكي خلال السنوات السبع المنصرمة
على التصدي الفعلي لهم , فيومياً يسقط عشرات العراقيات والعراقيين صرعى على أيدي
قوى الإرهاب والتطرف الديني والمذهبي , بل يجري العمل بوجهة أخرى.
4. الرغبة الجامحة في زيادة
إيرادات النفط الخام لا للصرف على مشاريع التنمية الوطنية والمشاريع الاقتصادية
الإنتاجية والخدمية الضرورية للمجتمع بل لتعزيز نفوذ رئيس الوزراء في الدولة ,
ومنها القوات المسلحة , وشراء تأييد المجتمع بالأموال والعطل الإضافية ..الخ.
5. التطابق المتعاظم مع
السياسات الإيرانية في المنطقة ومع سوريا وفي الحقول الداخلية , وخاصة الدينية
وذات الوجهة الطائفية التي تشكل تهديداً جدياً للمجتمع المدني الديمقراطي الذي
يحتاجه المجتمع العراقي.
6. وأخيراً وليس أخراً تجسد
الرغبة الجادة لدى دولة القانون ورئيس الحكومة في عرقلة جهود السيد رئيس الجمهورية
بعقد المؤتمر الوطني وحل المشكلات العالقة من خلال تصريحات وإجراءات من هذا النوع
, إذ من مصلحة هؤلاء وحزب الدعوة جعل التوتر والاستقطاب سائداً في العراق لاستمرار
البقاء في السلطة السياسية.
في هذا الإطار العام يفترض أن
ينظر إلى تصريحات ياسين مجيد , إذ إنها لا تبتعد عن رؤية وسلوكية حزب الدعوة
المسيطر على اغلب أجهزة الدولة وجمهرة من نواب قائمة دولة القانون وسياسات الحكومة العراقية.
إن الأمانة العامة للتجمع العربي لنصرة
القضية الكردية إذ تشجب بشدة تصريحات ياسين مجيد والسياسات التي تريد تشديد الصراع
مع الإقليم وزيادة التعقيدات في الخلافات المستعصية
داخل العملية السياسية كلها بدلاً من دعم جهود السيد رئيس الجمهورية والقوى
السياسية الوطنية لإيجاد حلول عملية للمشكلات والأزمة الراهنة , والتي تعتبر جزءاً
من محاولات التصعيد وصولاً إلى دق طبول الحرب ضد إقليم كردستان العراق , تطالب في
الوقت نفسه بإدانة مثل هذه التصريحات والسياسات الطائشة من جهة , وتطالب بالدعوة
إلى مؤتمر وطني عام يضع حداً للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية
والبيئية المتردية في البلاد ولصالح وضع حدٍ للتجاوزات الجارية على الحرية الفردية
والحريات الديمقراطية والهيئات المستقلة والعمل الجاد والمسؤول من جانب الطرفين
لمعالجة المشكلات كافة والعقد الفعلية القائمة في العلاقة بين حكومة الإقليم
والحكومة الاتحادية من جهة أخرى.
الأمانة العامة
التجمع العربي لنصرة القضية الكردية
حرر في 17/10/2012
No comments:
Post a Comment