لم يرغب سامان محمد أن يكون حفل زفافه تقليديا كما هي العادة في اغلب حفلات الزفاف بمدينة السليمانية ،فقرر أن يكون زواجه أول خروج عن التقليد المتبع في هذه المناسبات، من خلال امتناعه عن توزيع الحلويات او (النيشان) كما يطلق عليه شعبيا على المدعوين، واستبدالها بتوزيع أشجار الصنوبر. لكن محمد الذي كان سعيدا بقراره، كان له تبريراته لتوزيع شتلات اشجار الصنوبر، اذ يرى أن المهم عنده هو كسر التقليد بشيء يجمع الناس حوله ولا يقاطعوه»، مبينا أنه «طرح الموضوع على زوجته فرحبت به في بداية الأمر».ويضيف محمد إن» توزيع شتلات الصنوبر في حفل زفافي بدلا من مغلفات الحلوى هو للتثقيف باهمية المساحات الخضر التي نفتقدها في العراق»،مشيرا إلى أن «العراق يفتقر إلى المساحات الخضراء التي تجلب الهدوء والطمأنينة للنفوس».ويلفت محمد وهو خريج احدى الجامعات البريطانية أن «المساحات الخضر تجلب انظار الناس في الدول الاوروبية»، مؤكدا أن «الحلويات تنتهي لكن شجرة الصنوبر تبقى خضراء وخالدة». من جهتها تقول الزوجة دلباك عمر وهي محامية تعمل في منظمة التنمية المدنية بمدينة السليمانية، إن «محمد طرح علي فكرة توزيع شتلات الصنوبر بدل الحلوى وقد تحفظت على الفكرة بداية الامر».وتؤكد عمر انها «وافقت على طلب سامان بعد أن شعرت أن الهدية الذي سنقدمها للضيوف ستبقى في ذاكرتهم أكثر من الهدايا التقليدية».ويبدو أن تجربة سامان ودلباك في توزيع شتلات الصنوبر،قد تصبح تقليدا شائعا بعد أن كسرت تقليد موروثا من سنوات طويلة، فترزه طه صديقة «دلباك ترى انها ستفكر كثيرعندما تدخل القفص الذهبي في كسر التقليد خلال حفلي الخطوبة والزفاف».ويرى الفنان التشكيلي والناشط في مجال البيئة نهرو شوقي، الذي كان من ضيوف حفل الزفاف، إن «العروسين قدما من خلال هديتهما معنى جديد لحفلات الخطوبة والزواج»، مشيرا إلى أن «هذه الهدية ستبقى ذكرى لا في ذاكرة الاسرة فقط بل في ذاكرة المجتمع ايضاً».وينتقد شوقي ، تنظيم حفلات الاعراس والخطوبة التقليدية والتي يرى في بعض مراحلها تقليدا لثقافات اخرى في الزواج لاتمت بصلة للمجتمع الكردي»،لافتا إلى أن «ما قام به العروسين يجب التفكير به مليا لإحياء التقاليد الاجتماعية والشعبية للكرد».لكن بعض الناشطين في منظمات المجتمع المدني رجحوا بان تصبح فكرة العروسين تقليدا جديدا في المدينة يسهم في تخفيف الاعباء عن الازواج الجدد.وترجح الناشطة النسوية تابلو هادي أن تصبح فكرة تقديم شتلات الصنوبر في حفلات الزفاف تقليدا معروفا لدى العرسان الجدد لما له من جمالية وكسر التقليد في هذه الحفلات». وتختلف أسعار الهدايا التي تقدم للمدعوين خلال حفلة الخطوبة وعقد القران بحسب الطبقات الاجتماعية، فهناك هدايا بسعر 800 دينار وأخرى يصل سعر الواحدة منها إلى 20 إلف دينار.ويقول اريوان فريدون علي ،صاحب إحد المحلات المتخصصة ببيع هدايا حفلات الزفاف في شارع كاوة بمدينة السليمانية إن «سعر الهدايا يتراوح من 8000 دينار وتتصاعد لتصل إلى 20 إلف دينار.ويعتبر علي أن ما قام به العروسين لايتعلق بارتفاع الاسعار لكنها «هي خطوة تأتي في سياق حب الظهور لجذب الاهتمام لحفلة الزفاف»، مؤكدا أن «سعر شتلة الصنوبر هي اعلى من الهدايا التقليدية».ويقول شامل عزيز وهو صاحب مشتل في شارع مولوي بمدينة السليمانية،إن «شتلة الصنوبر هي أغلى من سعر الهدية التقليدية لكنها اكثر بقاءً من الحلويات التي توزع في حفلات الزفاف والخطوبة.ويضيف عزيز في « انه يشجع فكرة توزيع شتلات النباتات في حفلات الزفاف والخطوبة»، مشيرا إلى أن «المدينة بحاجة إلى توسيع المساحات الخضر».ويدعو عزيز الحكومة إلى «التفكير مليا بهذه القضية والقيام بتوزيعها كهدية مجانية على المواطنين». المصدر: السومرية نيوز25-09-2012 |
25 September, 2012
شاب يكسر تقاليد الزواج في السليمانية ويوزع شتلات الصنوبر بدل الحلويات في حفل الزفاف
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment