مع زملائي الافغان في طريفنا الى قندهار ايام حكم طالبان في صيف 2001 |
الاسبوع الماضي نقلت وكالات الانباء خبر مفجع حيث قامة عصابات الطالبان في افغانستان وبالتحديد في محافظة( هلمند) بذبح 17 شخصا بينهم اثنان من النساء لحضورهم حفل زواج قدمت فيها بعض الاغاني بمناسبة العرس. لقد لاحظت ان بعض المواقع الاصولية اوالممتهنة بالدين السياسي السلفي دفاعت عن الجريمه وذللك باتهام المذبوحين المساكين وبينهم العريس بانهم عملاء للحكومة الافغانية. ان اقبح من الجريمة هو الدفاع عنها. إن حركة طالبان هي مستعدة ان تقوم بفضائح اسو أ بكثير من مجزرة العرس في هلمند.ان كلمة طالبان تعني طلاب العلم واما هولاء ماهم الاطلاب للدم.
في اوائل صيف 2001 عندما كنت موظفا اقليميا لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مكتب منظمة الاغذية والزراعة (الفاو) في القاهرة . كلفت من قبل المركز الرئيسي للمنظمه في روما بان اتوجه الى افغانستان لمعرفة وضع الامن الغذائي في ذالك البلد المنكوب. لقد عرفت من زملائي في روما بان المنظمة قد كلفت مجموعه من الخبراء من ذوي"العيون الزرقاء" للقيام بالمهمة وقد امتنعوا عن ذالك لان الفترة تلك كانت من احلك و اصعب ايام حكم طالبان في افغانستان. واما لماذا اخترت انا فالسؤال اجابته بسيطة: لاني تمكنت من معايشة الوضع الصومالي من 1988 حتى اواسط 1994 وفي مقديشو.حيث عاصرت وعشت الحرب الاهلية الصومالية المزمنة في اصعب ايامها وحضرت شخصيا وصول اول جندي امريكي وجلاء اخر واحد من مقديشو.
كان المفروض ان يشارك في المهمة مجموعة من الخبراء ولكني اكتشفت في اسلام اباد انني كنت الوحيد. استقللت طائرة صغيرة جدا تابعة للامم المتحدة متجهة الى مدينة هيرات في غرب البلاد وعلى مقربة من الحدود الايرانيه. ومن هناك حيث بدأت مهمتي والتي كانت تتكون من سيارتين رباعية الدفع تابعتان للامم المتحدة وثلاثة افغان مرافقين من ذوي اصحاب ذقون عظيمة . ومن اللحضات الاولى عرفت بانهم كانوا (بروفسوريه )في كلية الزراعة الافغانية والتي اغلقها الطالبان وجميعهم كانوا من الطلاب السابقين للجامعة الامريكية في بيروت. لكي يعيشوا هم وعوائلهم بنوع بسيط من الامان تحت حكم طالبان لذااطلقوا لحاهم ولبسو الجلباب الافغاني وسمحت لهم الطالبان بالعمل مع الامم المتحدة مقابل اجر زهيد واعتقد بان طالبان كانت تشاركهم بحصة من مرتباتهم.
نظرا للاشتباكات الحربية بين طالبان واعدائهم في وسط وشمال البلاد في صيف 2001 لذا سمح لنا بالعمل واخذ البيانات في شرق
مثل هذه الانبوبه كانت وحدة قياس طول الذقن عندد طالبان كيف حصل الطالبان على على هذه العلب الامريكيه |
وجنوب البلاد و معرفتي باللغة الفارسية ساعدتني في مهمتي هناك ورغم كوني كنت حليق اللحية واعمل في الامم المتحدة والتي كانت طالبان تناصبها العداء انذاك والادهى من كل ذالك هو انني شيعي المذهب والذين كان الطالبان يستبيحون دمائهم. هذا ماكان يضحك مرافقي الافغان الطيبين وكانو يمزحون معي حول كيفية جمعي لكل هذه الصفات المستحبه لدى الطالبان
لكوننا كنا نجمع البيانات حول الامن الغذائي لذالك الشعب الذي كان يشكوا من التعصب الديني والجفاف الحاد والحصار والحرب العسكرية والمذهبية والعرقيه. المهمة كانت دراسة ميدانية حول كمية الطعام المتوفره للعوائل الافغانية, علما بان افغانستان لم تكن تستورد جرام واحد من الغذاء من خارج الحدود بالعكس بل كان الكثير من منتجاتها الزراعية والحيوانية تهرب لخارج الحدود للحصول على العملات الصعبة, وكان المفروض ان النتائج تقدم للامم المتحدة. لكننا وجدنا صعوبة في اداء مهمتنا حيث لم تسمح لنا الطالبان باستجواب الاناث صغارا وكبارا وككل المجتمعات القبليه فان الاناث هي المسئولة عن تغذية العائلة لذا معلوماتنا كانت تنقصها الدقة
لكوننا كنا نجمع البيانات حول الامن الغذائي لذالك الشعب الذي كان يشكوا من التعصب الديني والجفاف الحاد والحصار والحرب العسكرية والمذهبية والعرقيه. المهمة كانت دراسة ميدانية حول كمية الطعام المتوفره للعوائل الافغانية, علما بان افغانستان لم تكن تستورد جرام واحد من الغذاء من خارج الحدود بالعكس بل كان الكثير من منتجاتها الزراعية والحيوانية تهرب لخارج الحدود للحصول على العملات الصعبة, وكان المفروض ان النتائج تقدم للامم المتحدة. لكننا وجدنا صعوبة في اداء مهمتنا حيث لم تسمح لنا الطالبان باستجواب الاناث صغارا وكبارا وككل المجتمعات القبليه فان الاناث هي المسئولة عن تغذية العائلة لذا معلوماتنا كانت تنقصها الدقة
بعد ان تركنا محافظة هيرات اتجهنا جنوبا الى محافظة هلمند التي تشتهر بزراعة الافيون والتي حصل فيه مجزرة العرس الاسبوع الماضي. وفي تنقلاتنا رأيت مارأيت وسمعت ما سمعت واستفدت من معلومات مرافقي اللذين كانوا يمقتون الطالبان شر مقته
قبل وصولنا الى مدينة قندهار بقليل اوقفنا في نقطة تفتيش من قبل الطالبان ذوي العمائم السوداء. طلب منا رئيس النقطة وهو كان صاحب اطول ذقن بينهم بالانتظار على جانب الطريق وذالك لتفتيشنا بعد ان يتفرغوا من تفتيش "تعذيب" مجموعه ركاب السيارات التي كانت قد سبقتنا الى نقطة السيطرة والتي كانت عبارة عن خيمة تبدو صغيرة مقارنة بالتل الموجود ببجانبه والمتكون من اشرطة مسجلات صوتية صودرت من سيارات المواطنين وقد قسم لي احد مرافقي بان اكثرها تسجيلات قرآنيه وادعية دينية. ولكن على مايبدو فإن لحية القاضي والمكنسه كانت سواسيه عند طالبان. و قال لي مرافقي بان عمائهم السوداء ماهي الى موانع للذكاء
و نحن بانتظار دورنا للتفتيش فإذا باحد المرافقين ينبهني بما كان يجري في النقطة مع مواطن بذقن, على مايبدو ان طول ذقن المواطن لم تعجب الطالبان وكان هناك جدل وسب وشتم ولكي يثبت الطالبان بان لحية المواطن غير شرعية لذا كان يحاول حشر لحيته حشرا في انبوبة جبس الكرنغل(وحدة قياس شرعية) . أن من يجرى على اهانة مواطن بهذه الطريقه لايتواىا عن قتل 17 شخصا لحضورهم حفلة غنائية
الاسلام الحق ليس الاسلام الشكلى , ولا التدين المظهرى ولا بنوع الخواتم في الاصابع , وانما الاسلام فى حقيقته وجوهره .. اسلام العلم والعمل ومكارم الاخلاق.. اسلام الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. فأين هؤلاء منه ؟
No comments:
Post a Comment