بتاريخ 21/2/1999 اعلنت منظمة اليونسكو يوم 21 شباط من كل عام يوما عالميا للغة الام لأهميتها الكبيرة لجميع الشعوب والقوميات.
يعتبر اليوم العالمي للغة الام يوما مهما جدا بالنسبة للكورد الفيلية وللغتهم الام، اللغة الكردية، لان لغتهم هي اساس هويتهم وجزء اساسي من ثقافتهم، إذ لا هوية ولا ثقافة بدون لغة. كما ان لغة الام مهمة جدا بالنسبة للكورد الفيلية لأنها مهددة لأسباب عديدة. هناك اسباب سياسية تتمثل في رفض أو تلكأ الدولة في تدريس لغتهم الام في المدارس في الوطن، اضافة الى تهجيريهم القسري الذي أدى الى تشتتهم في مختلف بقاع المعمورة وصعوبة تعلم لغتهم الام في مدارس تلك البلدان بسبب انعدام الكتب وشحة المدرسين. كما أن هناك اسبابا ذاتية قيدت تكلمهم بلغة الام في العراق بسبب بطش النظام الدكتاتوري السابق ومحاربته للغتهم الام. اما في بلدان المهجر فان رغبة قسم من الكورد الفيلية في الاندماج في المجتمعات التي يقطنون في كنفها يؤدي الى عدم اهتمامهم بتعليم اطفالهم لغتهم الام وتفضيل التكلم بلغة البلد الذي هم فيه رغم حث وتشجيع الاجهزة التعليمية في بعض البلدان، مثل السويد، على تعلم الاطفال للغتهم الام في المدارس في حصص مخصصة لذلك.
لذا هناك حاجة ماسة وملحة لاتخاذ اجراءات جدية من قبل جميع الجهات المعنية في الوطن ومن قبل سلطات بلدان المهجر لصيانة لغة الام التي يتكلمها الكورد الفيلية ودعمها بمختلف الوسائل التربوية (المدارس في الوطن والمهجر) والاعلامية (الفضائيات والاذاعات والمطبوعات بلغتهم الام) وغير ذلك، ومن قبل الكورد الفيلية انفسهم (العائلة، وخاصة الام).
نؤكد، كما يؤكد المتخصصون، ان اللغة هي اهم مقومات وركائز الهوية وهي اساس الثقافة. فالذي لا لغة له لا هوية له. كما أن اللغة هي من بين اولى الاشياء التي يتعلمها الاطفال عندما يبدؤون بالنطق. ويتعلم الاطفال اللغة في البيت أولا. وبما ان الام هي التي عادة تربي الاطفال وتكون معهم أغلب الاوقات في السنوات الاولى من اعمارهم فهي المعلم الاول لأطفالها. اللغة التي تستعملها الام عند التكلم مع اطفالها هي اللغة التي يتعلمونها. لذا ليس من الصدفة أن يقال "زوان دالك" أي "لغة الام" في جميع اللغات. لذا تلعب الام الدور الاساسي والجوهري في صيانة لغة الام ليس فقط ليس فقط لأنها المعلم الاول لأطفالها ومنها يتعلمون لغتهم الام، بل ايضا عن طريق القصص والحكايات التي تقصها عليهم بتلك اللغة.
لقد قام اتحادنا ببذل جهود متواضعة من اجل صيانة ودعم لغة الام للكورد الفيلية مثل طبع ونشر كتاب (مقترح للكتابة باللهجة الفيلية) واقامة اليوم الثقافي الكوردي الفيلي في العاصمة السويدية ستوكهولم بتاريخ 13/11/2011.
نهيب بهذه المناسبة بجميع الكورد الفيلية، خاصة الامهات بان يستمروا في بذل اقصى جهودهم لتعليم اطفالهم لغتهم الام وتشجيعهم على التكلم بها ليحافظوا على هويتهم وثقافتهم، إذ لا هوية ولا ثقافة بدون لغة.
الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي في 21/2/2012