ميخ 7
كتب ونشر في اواخر 2003
كل يوم بعد الظهر بعد ما أبو راضي يرجع من الشغل جان ايروح ابوجه لكهوة الطرف ، و يشرب نركيلة و يدردش مع جماعته بالمحلة ، و كان أبو راضي من الناس اللي ما يسكتون إذا شافوا سالفة عوجة تصير كدامهم ، و أبو راضي مو بس يحجي ، جان يرزل الناس أصحاب السوالف العوجة ، والناس كلها تسمع له لأن أبو راضي جان يكول كلمة الحك و ما ظلم واحد .
فد يوم قرر أبو راضي ايروح للحج ، و صار اسمه بعدها " حجي أبو راضي " ، و أول يوم بعد رجعته من الحج و روحته للكهوة جماعته فرحوا بيه ( يالله جاي للحجي ، يالله ناركيلة للحجي ، الله بالخير حجي ..... ) بعد كل هذه المقدمات كعدوا وياه جماعته الصدك و أصدقاؤه المقربون و كالوا له :
حجي من هسه و فوك بلكي تبطل تحجي على الناس و لا تجيب طار ييهم ، حتى لو شفت سالفة أو حاجة عوجة ، إنت حجي و حجيت بيت الله ، و قالوا له أحسن حل حتى تسكت على الحاجات العوجة أن تشيل حب ركي(لب بطيخ) بجيب الزبون(لباس بغدادي طويل) ، و كل ما تريد تحجي عن أحد أخذ لك جم حبة ركي و كرزها وإذا حجيت عن واحد راح ياخدون منك ليرة دهب رشادية ، فوافق حجي أبو راضي ، و ترس جيب زبونه حب ركي و على طول يكرس و ساكت على مواضيع عوجة هواية اتصير كدامه ، و جماعته يراقبوه ، و كالوا هالليرة ما راح تطلع من جيب أبو راضي أبدا .
في ظهرية يوم نار كبرة ابشهر تموز(يونيو) ، و أبو راضي لازم قمجي النركيلة بيد و باليد الآخر لازم مهفته يهوي نفسه بيها من الحر ، و إلا واحد ماشي كدامه ، لابس قبوط و جفوف و جزمة وصاية صوف ثقيلة و غترة و لاف راسه بيها .
أبو راضي مد يده رأساً لجيبه و طلع ليرة رشادية و شمرها على جماعته القاعدين بالكهوة و كال :
هاكم أوخذوا الليرة ، ترى آني احتاج كونية(شوال) حب ركي حتى أسكت على هذا الأغبر(الغبي) . هذا حرق قلبي ، شوفوا شوفوا ، معقولة أسكت يا جماعة الخير ؟؟؟؟؟؟؟
إنني أشعر الآن بنفس شعور حجي أبو راضي ؛ فكلما تطاول أحد هؤلاء العنصريون على الأكراد أو الشيعة أو غيرهم من أبناء الشعب العراقي ، أجد لزاما علي أنا الرد ، ليس لأن الأمر يخصني بصفة شخصية ، و لكن لان التطاول على أبناء ملة ما أو قومية ما لمجرد الانتماء لأيهما هو ألف باء العنصرية ، و هذا ما علمتني إياه الأيام و البلدان و البشر
No comments:
Post a Comment